تطور المجتمعات للوصول إلى الرفاهية لا يتم إلا بالتدرج صعودا من مستوى إلى الذي يعلوه،، أن تنتقل فجأة من الريف إلى المدينة دون تأسيس مداميك الريف المنتج الذي يمدك بما تحتاج إليه من مصادر العيش والاستقرار خطيئة كبرى يرتكبها المجتمع في بنيته وقوته، وهذا الذي حصل عندما حدثت الهجرة من الريف إلى المدينة في السبعينات وما بعدها ووجد الكثير أنفسهم شقاة لأصحاب العقارات والمتطلبات اليومية مع فارق الغلاء في كل شيء.
وكان المتضرر الأكبر الذي اختار المدن الرئيسية وكان الأمر أهون لو اختار مدينة ثانوية كان ربما يستطيع أن يوفر له ما يساعده على التوفير للضرورة أو البناء.
الأمر لم يكن صدفة ولكن كانت هناك خطة مدروسة لضرب الإقتصاد الأسري وهجر الأرض الزراعية والحيوانية وفي الوقت نفسه كانت الأرياف تُفرغ من سكانها وتفقد قوتها الإقتصادية كانت هناك مشكلات أخرى تولد داخل المدن أهمها التربية والتعليم حيث لم تستطيع الحكومة مواجهة الكثافة العالية للسكان وذلك بإيجاد مباني مدرسية كافية تستوعب المتقدمين للتعليم حيث بلغ عدد الطلاب في الصف الواحد يصل الرقم إلى مائة وعشرين طالبا بالصف الواحد بالإضافة إلى قصور في مكونات المبنى المدرسي من حيث المعامل والمكتبات ووسائل التعلم الضرورية ومن جهة أخرى عانى أغلبية الشعب ضغوط اقتصادية ألقت بظلالها على حقوق الأبناء من الحصول على سكن مناسب ونقص في توفير مستلزماتهم ورعايتهم الصحية والتربوية وإستقرارهم الأسرى وتدني في التحصيل العلمي.
وفي بداية عام ١٩٨٦م بدأنا نعرف إنحدار القيمة الشرائية للعملة الوطنية( الريال اليمني ) وبدأ الغلاء رويدا رويدا وبالمقابل بدأ المواطن يقع تحت مطرقة 🔨 الاحتياجات والراتب الذي لا يلبي كل احتياجاته الأسرية دفع بالكثير إلى ممارسة أكثر من عمل وهذا يعود بالضرر على الترابط الأسري والرعاية للأبناء. ووجد المفسدون ضالتهم في الاحتيال على كل أمل لاستعادة الإستقرار الإقتصادي والوطني والصحي والاجتماعي وكما نعلم جميعاً إذا لم يوقف المرض بالعلاج فإنه يتوسع ويستشري ليقضي على كل الجسد كما هو حاصل اليوم.
اليوم يموت عشرات الآلاف من البشر بسبب الحرب والوباء وسوء التغذية وجيل فقد زمام المبادرة على النهوض من جديد وهناك مئات الآلاف من المعاقين بسبب الألغام التي زرعتها قوى الشر للإنسان.
هكذا تمت عملية هدم قوة الأمة من أعدائهم وأصبح الوطن مستباح أرضا وإنساناً تتخطفه أرآذل الخلق.