الثلاثاء، 3 ديسمبر 2013

الربيع العربي



الربيـــع العــــــربي

لحــظة فارقة في حياة امتنا العـربية انتصر فــيها الإنسان العربي على ضعـفه و 

أمراضه وأنانيته ارتقى إلى أعلى مستويات الإنسانية استطاع في تلك اللحظة أن 

ينتصر بسلميته على طغاة كانوا يظنون أن الكون خـُلق لهم و أنهم خالدون.




 انتصرت القـيم على المناطـقـية والقـبلية و الطائفـية البغـيضة و أندمج الكل في

بوتقة الإنسانية ، ثارة الشعوب رجالاً و نساءً شبابا وشيبانا المثقف و الفلاح و 

المتمدن و القـبيلي كلها انصهرت في جسد واحــد تردد نريد استـعـادة حــريتنا و 

إنسانيتنا التي شوهها حـفنة من الطــغـاة استباحــوا مقـــدرات الأوطان و ثروات 

الشعوب فقط لإشباع رغبات أنفسهم المريضة. و تكسر جدارالخــوف الذي حجب

علينا النور لعقود من الزمن.


و دفع الشباب ثمنا باهضا لهذه اللحظة الفارقة أرواح زهقت ودماءً سفكت و أشلاء



 تطايرت ، كل ذلك لأجلك يا وطن و لأجلك يا حرية.



قد يكون تعثر الربيع العربي سياسياً وهذا شيء متوقع نظرا للقمعية التي مورست ضد الشعوب لعقود زمنية طويلة و حرم المواطن العربي من حقه في الاختيار و التعبير و دُمِّرة ثقافة الثقة بالأخر لدرجة انه عجز أن ينتخب مجلس آباء مدرسة و يديره بشكل صحيح و من المضحك المبكي أن الطغاة وزبانيتهم يتهكمون على شعبنا العربي انه لا يستطيع يسوس أمره مع أن هذا هو نتاج جرائمهم الشنعاء في تجهيل شعوبهم .




لكن السوأل اليوم بل أسئلة كثيرة ، هل يقبل الشباب اليوم أن يفشل الربيع العربي

 ثقافيا بعد أن تعثر سياسيا؟


 هل يقبل الشباب اليوم أن تذهب أرواح و دماء الشباب هدرا بلا ثمن ولا مقابل؟ 

 هل سيقبل المثقف العربي أن يواصل الطغاة تجهيل أبنائنا ليسلبوا إنسانيتهم و 

 يحولوهم إلى حيوانات مفترسة يقتل بعضها بعضاً تحت مسميات و فتاوى ما أنزل

  الله بها من سلطان؟



  أفاعي الفساد بكل أنواعها و امتدادها على امتداد الوطن مازالت تتربص بالشعب 

 الدوائر و يرفضون أن يعيشوا في دولة العدالة والمساواة و احترام الحقوق ، 

 مازالوا يريدوا استعبادنا و مازالوا يريدوا أن يجعلونا في خانة الأمم المتخلفة و 

 المتطفلة على العصر محتاجة لصدقات الأمم المتحضرة.



     إنهم يتفنون في أذيتنا بكل أساليب الإجرام من خلال الاغتيالات وقطع الطرق 

   و تدمير أبراج الكهرباء وتفجير أنابيب النفط و تغذية النزاعات الطائفية و

   المناطقية و انعدام الأمن و السكينة في ربوع الوطن .



    ومع ذلك لك كل التحية والتقدير يا شعبنا العظيم على صبرك و إفشالك


  لِمُخـَطـَطاتِهم الدنيئة و تعاليك عن الانزلاق إلى ما يخططون له. 


  يرحَمُنَا الله و يَرْزُقـُهم الهـداية و يحـمي بلادنــا من كل مكروه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق