السبت، 17 مايو 2014

قصيدة و مناسبة
  يوم من الأيام كان هشام بن عبدالملك بن مروان في الحج وكان أخوه الخليفة الوليد بن عبدالملك حينها وعندما حاول استلام الحجر الأسود لتقبيله حال الحجاج دون وصوله الى الحجر بحجة الزحام فأمر له بمنصة الى جانب مكان الطواف يشاهد منها طواف الحجاج هو ومرافقيه من ابناء الشام و فجأة حضر الإمام علي ابن الحسين ابن علي طالب رضي الله عنهم جميعاً آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحين أراد استلام الحجر لتقبيله فتحت له الطريق ليصل الى غايته في الوقت الذي كان هشام بن عبدالملك ومرافقيه يراقبون سير الطواف فسأل احد المرافقين هشام.. من هذا الذي فتحت له الطريق ليقبل الحجر؟ 
فرد هشام قائلاً: لا أعرفه مع أنه يعرفه.  وكان الشاعر العربي الفرزق خلف هشام وسمع ما دار من حوار و لم يعجبه رد هشام فقام منشداً هذه القصيدة والتي بعدها مباشرة أمر هشام المرافقين بحبس الفرزدق على جرأته. فعندما عرف علي ابن الحسين ما حصل للفرزدق لم يتردد في زيارته في سجنه و إكرامه لكن الفرزدق أجاب: (( انا لم اقل ما قلت إلا إنصافاً للحق)). 
لكن علي ابن الحسين رد عليه قائلا لا تُرد عطيتنا آل البيت ولو كان معي اكثر لما بخلت بها عليك.  اليكم هذه القصيدة.
هَذا الّذي تَعرِفُ البَطْحاءُ وَطْـــــــأتَهُ، وَالبَيْتُ يعْرِفُهُ وَالـــــحِلُّ وَالحَرَمُ 
هذا ابنُ خَــــيرِ عِبــــادِ الله كُلّهِمُ،هذا التّـــقيّ النّـــقيّ الـــــــطّاهِرُ العَلَمُ
هذا ابنُ فاطمَةٍ، إنْ كُنْتَ جاهِلَهُ، بِجَــــدّهِ أنْبِـــــــيَاءُ الله قَدْ خُتِــــــــمُوا
وَلَيْسَ قَوْلُكَ: مَن هذا؟ بضَـــــــائرِه ،  العُرْبُ تَعرِفُ من أنكَرْتَ وَالعَجمُ
كِلْتا يَدَيْهِ غِيَاثٌ عَمَّ نَفعُهُمَا، يُسْـــــــــــــــــــتَوْكَفانِ، وَلا يَعرُوهُما عَدَمُ
سَهْلُ الخَلِيقَةِ، لا تُخشى بَوَادِرُهُ ، يَزِينُهُ اثنانِ: حُســــنُ الخَلقِ وَالشّيمُ
حَمّالُ أثقالِ أقوَامٍ، إذا افتُدِحُوا  ، حُـــــــلوُ الــــشّمائلِ، تَحلُو عندَهُ نَعَمُ
ما قال: لا قطُّ، إلاّ في تَشَهُّدِهِ ، لَوْلا التّشَــــــــــــــــــهّدُ كانَتْ لاءَهُ نَعَمُ
عَمَّ البَرِيّةَ بالإحســـــــــــانِ ،فانْقَشَعَتْ عَنْها الغَياهِبُ والإمْلاقُ والعَدَمُ
إذ رَأتْهُ قُرَيْشٌ قال قائِلُهـــــــــــا: إلى مَكَـــــــــــــــارِمِ هذا يَنْتَهِي الكَرَمُ
يُغْضِي حَيــــــــــــاءً، وَيُغضَى من مَهـــــابَتِه، فَمَا يُكَلَّمُ إلاّ حِينَ يَبْتَسِمُ
بِكَـــــــفّهِ خَيْزُرَانٌ رِيحُهُ عَــــــــبِقٌ، من كَفّ أرْوَعَ، في عِرْنِينِهِ شـــمَمُ
يَكادُ يُمْسِـــــكُهُ عِرْفانَ رَاحَتِهِ، رُكْنُ الحَطِيمِ إذا ما جَاءَ يَســــــــــــــتَلِمُ
الله شَرّفَــــــــــهُ قِـدْماً، وَعَـظّمَهُ، جَرَى بِذاكَ لَهُ في لَوْحِــــهِ القَـــــــــلَمُ
مَنْ جَـــــــدُّهُ دان فَضْلُ الأنْبِياءِ لَهُ؛ وَفَضْلُ أُمّـــــتِهِ دانَتْ لَهُ الأُمَـــــــــمُ
يَنْشَقّ ثَوْبُ الدّجَى عن نورِ غرّتِهِ كالشمس تَنجابُ عن إشرَاقِها الظُّــلَمُ
من مَعشَــــرٍ حُبُّهُمْ دِينٌ، وَبُغْـــضُهُمُ كُفْرٌ، وَقُرْبُهُمُ مَنــــــــجىً وَمُعتَصَمُ
مُقَــــــدَّمٌ بعد ذِكْرِ الله ذِكْرُهُمُ، في كلّ بَدْءٍ، وَمَخـــــــتومٌ به الكَــــــــــلِمُ
إنْ عُدّ أهْلُ التّقَى كانوا أئِمّتَهمْ، أوْ قيل: «من خيرُ أهل الأرْض؟» قيل: هم
لا يَستَـــطيعُ جَوَادٌ بَعــدَ جُودِهِمُ، وَلا يُدانِــــــيهِمُ قَــــوْمٌ، وَإنْ كَرُمُـــــوا
هُمُ الغُيُوثُ، إذا ما أزْمَةٌ أزَمَتْ، وَالأُسدُ أُســـــــدُ الشّرَى، وَالبأسُ محتدمُ
لا يُنـــقِصُ العُـــسرُ بَسطاً من أكُفّهِمُ؛ سِيّانِ ذلك: إن أثَرَوْا وَإنْ عَـدِمُوا
يُســــتدْفَعُ الشـــــرُّ وَالبَـــلْوَى بحُـــبّهِمُ، وَيُسْتَرَبّ بِهِ الإحْسَانُ وَالنِّــــعَمُ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق