أصل البلاء
للشاعر العربي في المهجر
(( زكي قنصل))
قالوا
تقاربت القلوب و زال ما بين الورى من فتنة و خلافِ
قلت الشعوب من الفساد
بريئة لا يغدر الحافي الشريف بحافي
أصل البلاء هم الذين
تحكموا بالناس و ارتفعوا على الاكتافِ
نامت عن الباغي العيون
فصفقت أطماعه بقوادم و خوافِ
كالذئب يستشري فيفتك حين
لا يخشى عصا الراعي بسرب خرافِ
أني و ان خان الصديق
مودتي ثبتٌ على عهد الصديق الغادرِ
أُغضي جفوني عن مساوئه و
لا القاهُ الا بأبتسامة عاذرِ
أنا مثله في ضعفهِ و
عثارهِ فعلامَ ارمقه بطرف شازرِ؟
دُنياك لجٌّ لا يقرّ
قراره فاسلم بنفسك او فخضه و خاطرِ
من يرجُ محض الخير من اصحابه
لم تخبُ جذوة غيظه المتطايرِ
هوّن عليك فلست موضع
حملتي انا انقد الاعمال لا الاسماءَ
الله يشهد لست اخفي غير
ما ابدي فكيف تظنني حرباءَ
يقسو الطبيب على المريض و
قلبه يبكي عليه ادمعا حمراءَ
بعض الوداعة في النفوس
فضيلة و البعض يدعى خسة و رياءَ
أحلى على قلبي صراحة شاتم
ممن يسوق هجاءه اطراءَ
عرّضت نفسك للمهانة
فانبرى ذئب يحوم على حماك و ثعلبُ
ليس الذي سرق الحديقة
مذنبا انّ الذي ساب الحديقة مذنبُ
جالدت عن عرضي فادبر والغ
ما اخيب الكفّ التي لا تغضبُ
لا يفهم الاوباش من لُسنِ
الورى الا يدا تُملي و سوطا يكتبُ
لا تعجبنّ اذا تباين
موقفي و تناقضت في ساعة ارائي
الحيرة الخرساء تنهش
اضلعي ما حيلتي بالحيرة الخرساءِ؟
دجت الطريق و لا دليل
فكيف لا يكبو بهاوية القنوط رجائي؟
من كان في وضح الظهيرة
تائها هل يهتدي في الليلة الليلاءِ؟
يا صاحبي هيهات تبصر مقلة
تمشي وراء بصيرة عمياءِ
يا ربّ حرر امتي من نفسها
خاب الرجاء بفجرها البراقِ
ان السلاسل جمة و اخفها
للعارفين سلاسل الاعناقِ
حار الاساة بدائها, هل من
يد تأتي لها بالقوت و الترياقِ؟
ما حاجتي للنور يملأ
مقلتي و ظلام نفسي مالئ آفاقي
عبثا تشيد على الصوارم
دولة أن لم تؤسسها على الاخلاقِ.
سلمتك الأيادي اخي جلال وصح لسان الشاعر ، قصيدة رائعة
ردحذف