الأربعاء، 9 يونيو 2021

رثاء الاندلس

قصيدة أبوالبقاء الرندي في
رثاء الأندلس

لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ
فلا يغر بطيب العيش إنسانُ

هي الأمورُ كما شاهدتها دولٌ
من سره زمن ساءتهُ أزمانُ

وهذه الدار لا تُبقي على أحدٍ
ولا يدومُ على حالٍ لها شانُ
أينَ الملوكُ ذووا التيجان من يَمَنٍ
وأينَ منهم أكاليلٌ وتيجانُ؟

وأينَ ما شَادهُ شدادُ في إرمٍ ؟
وأينَ ماساسهُ في الفرسِ ساسسانُ؟

وأينَ ما حازهُ قارونُ من ذهبٍ
وأينَ عادٌ وشدّادٌ وقحطان؟

أتى على الكل أمرٌ لا مَردّ لهُ
حتى قضوا فكأنّ القومَ ما كانوا

لو صارَ ما كانَ من مُلكٍ ومن مَلكٍ
كما حَكى عن خوالي الطيف وسنانُ

فجائع الدهر أنواع منوعة
وللزمانِ مَسراتٌ وأحزان

وللحوادثِ سُلوانٌ يُسهلها
وما لمَا حل بالإسلام سُلوانُ

دَهى الجزيرة أمرٌ لا عَزاء لهُ
هوى لهُ أحدٌ وأنهدّ ثهلانُ 

تبكي الحنيفية البيضاءُ من أسفٍ 
كما بكى لفراق الإلفِ هيمانُ 

عَلى ديارٍ من الإسلام خالية 
قد أقفرت ولها بالكفر عُمرانُ 

حيثُ المساجدُ قد صَارت كنائسَ ما 
فيهنّ إلا نواقيسٌ وصلبانُ 

حتى المحاريب تبكي وهي جامدةٌ 
حتى المنابر تَرثي وهي عيدانُ 

ياغافلاً ولهُ في الدهر موعظة 
إن كنتَ في سِنَةٍ فالدهر يقظانُ 

تلك المصيبةُ أنست ما تقدمها 
وما لها من طوال الدهر نسيانُ 

ياراكبينَ عِتاقَ الخيلِ ضَامرة
كأنّها في مجال السبقِ عُقبانُ 

وحاملينَ سيوفَ الهندِ مُرهفة 
كأنها في ظلام النقعِ نيرانُ 

أعندَ كمُ نبأ من أهلِ أندلسٍ 
فقد سَرى بحديث القوم ركبانُ 

كم يستغيث بنا المستضعفونَ وهم 
قتلى وأسرى فما يهتز إنسانُ 

مَاذا التقاطعُ في الإسلام بينكمُ 
وأنتمُ ياعبادَ الله إخوانُ 

ألا نُـفوسٌ أبياتٌ لها هِمَمٌ 
أمَا على الخير أنصارٌ وأعوانُ 

يَا مَن لذلة قومٍ بعد عِزهمُ 
أحالَ حالهمُ جَورٌ وطغيانُ 

بالأمس كانوا ملوكاً في منازلهم 
واليومَ هُم في بلاد الكفر عُبدانُ 

لمثلِ هذا يذوبُ القلبُ مِن كمَدٍ 
إن كانَ في القلب إسلامٌ وإيمانُ

الخميس، 20 مايو 2021

التاسع من ديسمبر عيدا تعاونيام/القبيطة

الحصاد
الإخباري

دَق يـا أحباب نـــاقـوس العملْ
وانتهى عهد التكاسل والخمولْ

أثـمَر الخير المُسَقَّى بـالأمـــلْ
بعدمـا طــال التمني ياحقـولْ

إبدأ أنت اعمل ومن شِزمُل زَمَلْ
للعُبَر جهِّز وبـاتـأتي السيـــولْ

إثبِت انك بالعمـل كنت البطل
فِعلَك إبدأ به ولا تبــدأ تقــول

القمر شِشهد وبـا يشـهد زُحَــل
إن رأوا محجان بَذْرَك والسبول

صـــادق النية إذا قـــال فـعـل
وقليل الخير عنوانـه الفضـول

أحتفلنـا اليوم والكــل احتفـل
والمشاريع أثلجت صدر العذول

أثبت الـتـاريخ وانـزاح الجـدل
أن أصل التنميـة نُبغ العقــــول

قلت فِيسَع ياحروفي في عَجَل
سَطِّرِي ماعاد درَيتُ أيش أقول

ضــاع تعبير الكتـــابة والجُمَـل
وتهاوى الشعر في حرفي خَجول 

خَدَّرتني اعـمــال تصنعهـا دُوَل
نفذوهـا أبطــال أولاد الأصول

لا سَمين خَدَّر بحرفي لا قَطل
إنما صُنع العزيمة بي يجـــول

ابتدأ مشروع ومشروع اكتمل
والنداء أيما اتجَه يلقى قبـول
 
من وَكَن عَ الناس لليابس أكَل
أو يبات طاوي مُراعي للأُكول

فجـرنــا غَرَّد وحُمَّـامُـه زَجَــل
وعلا صوت الجوالب والبَلُول

كل قرية بــادرت نحو العمـل
وتلا العمـال ألحـــان البتــول

بيـــر بـالوادي ورَصدَة بالجبل
وفصول للعلم وتشجير السهول

بـالتكــاتف خَفّ مـاوزنـه ثَقـل
والعزيمة للهدف درب الوصول
 
والتعــــاون إن بـدا خيره شَمَل
والقُطَر حين تجتمع تصنع غيول

للأيــــادي السُّمـر آلاف الـقُبَــل
ولمن ســـاهم تحيـة لا تـــزول

ولمن بالحرف بـــادر وانشغـل
له مزاهر ورد في كل الفصول

نسأل الله العافية حتى الأجـل
والرضا ماالعمر يقصر أو يطول

وصــلاة الله مـــا كوكب أفَــل
أو تبدى نجم من بعد الأُفــول

عَد أيـــام الــزمن منـــذ الأزَل
تبلغ المختـار سيدنا الرســول

✍عبدالحافظ عبدالله القباطي
9 ديسمبر 2020
التاسع من ديسمبر عيداً تعاونياً

غزة رمز العزة قصيدة الشاعر عبدالحافظ عبدالله

غزة رمز العزة

جرحٌ أطال بعُمقنا تنهيدة
فبكى تخاذلنا سنين عديدة

حتى جرى بالسم في أحشائنا
وجعاً يمزَّق جسمنا ووريده

ياقدس عذراً لن يفيد كلامنا
قُولي لِغزَّة أن تكون عنيدة

لا لن يفيد الشجب أو تنديدنا
حتى البكاء قد اشتكى تصعيده

ليل التخاذلِ هَدَّنا تطبيعه
وتعهدت قاداتهُ تجديده

نفَس الشعوب مع القضية قائماً
ومن المُوالين انبرى تهديده

من داهن الأعداء دون مبررٍ
والذلَّ أورثه ابنَه وحفيدَه

يا غزة الموت التي في كفها
أزجى الجهادُ بقوةٍ تسديده

كوني لهم سهم المماتِ فإنهم
بالخوف لا يحمون بعض عقيدة

مَن بالحجارةِ قد تحاشوا رميه
اليوم بالصاروخِ خافوا وعيده

ماالنصر إلا بإرتقاء نفوسنا
فدَعِي سعيداً للهوى وسعيدة

الله ينصرُ ناصراً إسلامَه
ويذل من منح العِدا تغريدة

ولكل من نال الشهادة فوزه
روض الجِنانِ لكي يرى تمجيده

✍عبدالحافظ عبدالله القباطي
20/5/2021

#GazaUnderAttack

الأربعاء، 19 مايو 2021

من قصيدة أبو تمام وعروبة اليوم

رحمة الله عليك أيها البصير عبدالله البردوني، لقد أوجزت ما نحن فيه قبل خمسين سنة وكنت ترى ما لا يراه المبصرون، من قصيدته أبا تمام وعروبة اليوم 

 
ماذا جرى؟ يا أبا تمامَ تسألني ؟!  
عفواً سأروي ولا تسأل وما السببُ

يدمى السؤالُ حياءً حين نسأله 
كيفَ احتفت بالعدا حيفا أو النقبُ

من ذا يلبي؟ أما إصرارُ معتصمٍ؟ 
كلا وأخزى من " الإفشينِ " ما صلبوا

اليومَ عادت علوج الرومِ فاتحةٌ 
وموطنُ العربِ المسلوبِ والسلبُ

ماذا فعلنا؟ غضبنا كالرجال ولم 
نصدق، وقد صدق التنجيم والكتبُ

فأطفئت شهبُ " الميراجِ " أنجمنا
وشمسَنا، وتحدت نارها الخطبُ

وقاتلت دوننا الأبواقُ صامدةً 
أما الرجال فماتوا ثَم أو هربوا

حكامنا إن تصدوا للحمى اقتحموا 
وإن تصدى لهم مستعمرُ انسحبوا

هم يفرشون لجيش الغزو أعينهم 
ويدعون وُثوباً قبل أن يثبوا

الحاكمون و" واشنطن" حكومتهم 
واللامعون وما شعوا ولا غربوا

القاتلون نبوغ الشعبِ ترضيةً 
للمعتدينَ، وما أجدتهم القربُ

لهم شموخ "المثنى" ظاهراً ولهم 
هوىً إلى " بابك الخرمي " ينتسبُ

ماذا ترى يا أبا تمامَ، هل كذبت 
أحسابنا ؟! أم تناسى عرقه الذهبُ؟!

عروبة اليوم أخرى لا ينم على 
وجودها اسمٌ ولا لونٌ ولا لقبُ

تسعون ألفاً لعمورية اتقدوا 
وللمنجمِ قالوا: إننا الشهبُ

قيلَ انتظارا قطافَ الكرمِ ما انتظروا 
نضجَ العناقيدِ، لكن قبلها التهبوا

واليومَ تسعون مليوناً وما بلغوا 
نضجاً، وقد عصرَ الزيتونُ والعنبُ

تنسى الرؤوسُ العوالي نارَ نخوتها 
إذا امتطاها إلى أسياده الذنبُ !

ثقافة لا نقاش

الكثير يشتكي هذه الأيام عن حالة العجز التي يعاني منها المواطن العربي وهو يشاهد طغيان الفجور يتهدد الكل ليس فقط في فلسطين بل في كل ربوع الوطن الكبير، يفترض أن يكون السؤال لماذا وصلنا إلى هذا المستوى؟

لا شيء يأتي صدفة.

إن ما تعرض له العقل العربي من هدم وتعطيل خلال مئات السنين ليس بالأمر الهين، في الوقت الذي نرى الأمم تستثمر عقول أبنائها أيما إستثمار نرى في بلادنا العربية أما يتم تكفير العالم كما كان يحدث في الماضي ويتم إعدامه، أو يهاجر إلى البعيد كما رأينا في القرنين الماضيين وإلى الآن.

وتمدد مشروع تجميد العقول حتى أصبح ثقافة تمارس في كل مناحي الحياة تبدأ من الأسرة مروراً بالمدرسة والمسجد والإدارة والوزارة وحتى أكبر صنم في السلطة، الحاكم ظل الله في الأرض ولا يجوز الخروج عليه.

(( ولا نقاش ))

💥 نموذج الأسرة

الأب: سوف نبني بيتا.

الأم والأولاد : كيف سيكون شكل هذا البيت؟

الأب: أنا قد شفت بيت فلان وفلان وسوف نعمل مثله ومعلم البناء قده هو فاهم.

الأم والأولاد: طيب ممكن نفكر معا بشكل خاص في بيت يناسب حاجاتنا.

الأب: لا قده كذا مثل الناس ، أنا رب الأسرة وأنا صاحب القرار 😡

           (( لا نقاش ))

💥 نموذج في المدرسة 

الطالب: يا أستاذ هذه الإجابة حقي صحيحة. 

المعلم: لا أنا بلغتكم تكتبوا الإجابة نفس الذي كتبتها لكم أنا على السبورة 😡

            ((  لا نقاش ))

💥 نموذج في المسجد 
شاب : يا شيخنا هذه الخطبة قد حفظناها ومن قبلنا حفظها الآباء والأجداد، ولا تلامس مشكلاتنا التي نعاني منها اليوم، الحياة كل يوم في تطور .

خطيب المسجد: يا إبني هذا كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ماذا تريدوا منا نألف من رؤوسنا، ومن الأدب والأخلاق لا تناقش واحد أكبر منك أو كيف قالوا لكم في المدرسة 😡

       (( لا نقاش ))

💥 نموذج في المجتمع:

الأطفال: نريد  ملعب نلعب فيه ونمارس الرياضة. 

المجتمع: الأرض للزراعة والبناء وليس للعب، ماذا تريدون، نعطيكم مساحة تضيعوا فيها أوقاتكم من سوف يسمح بأرضه!!!! 😡

    (( لا نقاش ))

💥 نموذج مع المسؤول:
 
أعضاء إدارة المؤسسة : يا مدير  نريد تدوير وظيفي فقدت الإدارات حيويتها  من طول الخدمة والبعض عدم القدرة والكفاءة. 

المدير : مش وقت الدنيا مشاكل و أنا سوف أشوف الوقت المناسب والشخص المناسب 😡
        
       (( لا نقاش ))

هذه مجرد نماذج للأساليب التي يدار بها هذا الإنسان على هذه الأرض و يستمر الأمر  لا نقاش مرافق للإنسان في أوطاننا طول حياته وفي كل جوانب حياته. 

مصطلح لا نقاش كان سبب وصول هذه الأمة إلى هذا المستوى من الذل والهوان،، حتى إذا انتفضت هذه الأمة ضد الباطل والقهر نجدهم يفشلون لأنهم لا يمتلكوا الخبرة في إدارة أمور الحياة ولا حتى أساليب التفاهم فيما  بينهم ويأتي أعداء الإنسانية والحياة بخبراتهم الطويلة في تدجين الأمم والثروات الهائلة التي سرقوها من ثروات الشعوب المقهورة وتعاون الأذناب التي هم أساسا من زرعها في الأوطان وذلك  لإجهاض أي تطلع لهذه الشعوب في النهوض وما حصل لنا في هذه العشر السنوات الأخيرة ليس ببعيد. 

بناء الوعي أولاّ إذا أردنا أن نعيش أحرارا،، بناء هذا الوعي يبدأ من الأسرة والمدرسة ومنذ طفولة الإنسان.

اليوم البروفسور في مجتمعنا لا أحد يلتفت إليه مثلما يتم الإهتمام والحفاوة بشيخ صنعته الأجهزة الأمنية ليكون يدها في تجهيل هذا الشعب ليسهل لهم قياده فعن أي أمة تتحدثون لا تمتلك الوعي ولا العلوم والمعرفة.

الأحد، 18 أبريل 2021

من لامية العرب للشنفرى

أَقِيمُـوا بَنِـي أُمِّـي صُـدُورَ مَطِيِّـكُمْ 
فَإنِّـي إلى قَـوْمٍ سِـوَاكُمْ لَأَمْيَـلُ

 فَقَدْ حُمَّتِ الحَاجَاتُ وَاللَّيْـلُ مُقْمِـرٌ 
وَشُـدَّتْ لِطِيّـاتٍ مَطَايَـا وَأرْحُلُ

وفي الأَرْضِ مَنْـأَى لِلْكَرِيـمِ عَنِ الأَذَى 
وَفِيهَا لِمَنْ خَافَ القِلَـى مُتَعَـزَّلُ

لَعَمْـرُكَ مَا بِالأَرْضِ ضِيـقٌ على امْرِىءٍ
سَرَى رَاغِبَـاً أَوْ رَاهِبَـاً وَهْوَ يَعْقِـلُ

وَلِي دُونَكُمْ أَهْلُـون: سِيـدٌ عَمَلَّـسٌ
وَأَرْقَطُ زُهْلُـولٌ وَعَرْفَـاءُ جَيْـأََلُ 

هُـمُ الأَهْلُ لا مُسْتَودَعُ السِّـرِّ ذَائِـعٌ لَدَيْهِمْ 
وَلاَ الجَانِي بِمَا جَرَّ يُخْـذَلُ

وَكُـلٌّ أَبِـيٌّ بَاسِـلٌ غَيْـرَ أنَّنِـي 
إذا عَرَضَتْ أُولَى الطَرَائِـدِ أبْسَـلُ 

وَإنْ مُـدَّتِ الأيْدِي إلى الزَّادِ لَمْ أكُـنْ 
بَأَعْجَلِهِـمْ إذْ أَجْشَعُ القَوْمِ أَعْجَلُ

وَمَـا ذَاكَ إلّا بَسْطَـةٌ عَـنْ تَفَضُّـلٍ 
عَلَيْهِـمْ وَكَانَ الأَفْضَـلَ المُتَفَضِّـلُ

وَإنّـي كَفَانِـي فَقْدَ مَنْ لَيْسَ جَازِيَاً
بِحُسْنَـى ولا في قُرْبِـهِ مُتَعَلَّـلُ

ثَـلاَثَـةُ أصْحَـابٍ : فُـؤَادٌ مُشَيَّـعٌ
وأبْيَضُ إصْلِيتٌ وَصَفْـرَاءُ عَيْطَـلُ

هَتُـوفٌ مِنَ المُلْـسَِ المُتُـونِ تَزِينُـها
رَصَائِعُ قد نِيطَـتْ إليها وَمِحْمَـلُ

السبت، 20 فبراير 2021

لا تصالح

ا تصالح

(1 )
لا تصالحْ!
..ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
حسُّكما فجأةً بالرجولةِ،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
الصمتُ مبتسمين لتأنيب أمكما.. وكأنكما
ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي بين عينيك ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
تلبس فوق دمائي ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!
(2)
لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
أعيناه عينا أخيك؟!
وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
سيقولون:
جئناك كي تحقن الدم..
جئناك. كن يا أمير الحكم
سيقولون:
ها نحن أبناء عم.
قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم
إنني كنت لك
فارسًا،
وأخًا،
وأبًا،
ومَلِك!
(3)
لا تصالح ..
ولو حرمتك الرقاد
صرخاتُ الندامة
وتذكَّر..
(إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)
أن بنتَ أخيك "اليمامة"
زهرةٌ تتسربل في سنوات الصبا
بثياب الحداد
كنتُ، إن عدتُ:
تعدو على دَرَجِ القصر،
تمسك ساقيَّ عند نزولي..
فأرفعها وهي ضاحكةٌ
فوق ظهر الجواد
ها هي الآن.. صامتةٌ
حرمتها يدُ الغدر:
من كلمات أبيها،
ارتداءِ الثياب الجديدةِ
من أن يكون لها ذات يوم أخٌ!
من أبٍ يتبسَّم في عرسها..
وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها..
وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،
لينالوا الهدايا..
ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ)
ويشدُّوا العمامة..
لا تصالح!
فما ذنب تلك اليمامة
لترى العشَّ محترقًا.. فجأةً،
وهي تجلس فوق الرماد؟!
(4)
لا تصالح
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟
وكيف تصير المليكَ..
على أوجهِ البهجة المستعارة؟
كيف تنظر في يد من صافحوك..
فلا تبصر الدم..
في كل كف؟
إن سهمًا أتاني من الخلف..
سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم الآن صار وسامًا وشارة
لا تصالح،
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
إن عرشَك: سيفٌ
وسيفك: زيفٌ
إذا لم تزنْ بذؤابته لحظاتِ الشرف
واستطبت الترف
(5)
لا تصالح
ولو قال من مال عند الصدامْ
".. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام.."
عندما يملأ الحق قلبك:
تندلع النار إن تتنفَّسْ
ولسانُ الخيانة يخرس
لا تصالح
ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟
كيف تنظر في عيني امرأة..
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
كيف تصبح فارسها في الغرام؟
كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام
كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام
وهو يكبر بين يديك بقلب مُنكَّس؟
لا تصالح
ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
وارْوِ قلبك بالدم..
واروِ التراب المقدَّس..
واروِ أسلافَكَ الراقدين..
إلى أن تردَّ عليك العظام!
(6)
لا تصالح
ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن "الجليلة"
أن تسوق الدهاءَ
وتُبدي لمن قصدوك القبول
سيقولون:
ها أنت تطلب ثأرًا يطول
فخذ الآن ما تستطيع:
قليلاً من الحق..
في هذه السنوات القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك،
لكنه ثأر جيلٍ فجيل
وغدًا..
سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،
يوقد النار شاملةً،
يطلب الثأرَ،
يستولد الحقَّ،
من أَضْلُع المستحيل
لا تصالح
ولو قيل إن التصالح حيلة
إنه الثأرُ
تبهتُ شعلته في الضلوع..
إذا ما توالت عليها الفصول..
ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)
فوق الجباهِ الذليلة!
(7)
لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم
ورمى لك كهَّانُها بالنبأ..
كنت أغفر لو أنني متُّ..
ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ.
لم أكن غازيًا،
لم أكن أتسلل قرب مضاربهم
لم أمد يدًا لثمار الكروم
لم أمد يدًا لثمار الكروم
أرض بستانِهم لم أطأ
لم يصح قاتلي بي: "انتبه"!
كان يمشي معي..
ثم صافحني..
ثم سار قليلاً
ولكنه في الغصون اختبأ!
فجأةً:
ثقبتني قشعريرة بين ضلعين..
واهتزَّ قلبي كفقاعة وانفثأ!
وتحاملتُ، حتى احتملت على ساعديَّ
فرأيتُ: ابن عمي الزنيم
واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم
لم يكن في يدي حربةٌ
أو سلاح قديم،
لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ
(8)
لا تصالحُ..
إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:
النجوم.. لميقاتها
والطيور.. لأصواتها
والرمال.. لذراتها
والقتيل لطفلته الناظرة
كل شيء تحطم في لحظة عابرة:
الصبا بهجةُ الأهل صوتُ الحصان التعرفُ بالضيف همهمةُ القلب حين يرى برعماً في الحديقة يذوي الصلاةُ لكي ينزل المطر الموسميُّ مراوغة القلب حين يرى طائر الموتِ
وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة
كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة
والذي اغتالني: ليس ربًا..
ليقتلني بمشيئته
ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته
ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة
لا تصالحْ
فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ..
(في شرف القلب)
لا تُنتقَصْ
والذي اغتالني مَحضُ لصْ
سرق الأرض من بين عينيَّ
والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة!
(9)
لا تصالح
ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخ
والرجال التي ملأتها الشروخ
هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم
وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخ
لا تصالح
فليس سوى أن تريد
أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد
وسواك.. المسوخ!
(10)
لا تصالحْ
لا تصالحْ

معلومات عن أمل دنقل

أمل دنقل

أمل دنقل

أمل دنقل هو شاعر مصري مشهور قومي عربي، ولد في أسرة صعيدية في عام 1940 بقرية القلعة، مركز قفط بمحافظة قنا في صعيد مصر. وتوفي في 21 مايو عام 1983م..

السبت، 30 يناير 2021

غسان كنفاني أقوال
الرئيسية / أدب  ، شخصيات أدبية / من هو غسان كنفاني من هو غسان كنفاني بواسطة: كتّاب سطور - آخر تحديث: ٠٥:٥٤ ، ٢ فبراير ٢٠٢٠ ذات صلة رسائل غسان كنفاني لغادة السمان أجمل مقولات غسان كنفاني محتويات ١ الأدب الفلسطيني ٢ من هو غسان كنفاني ٣ قصة غسان كنفاني وغادة السمان ٤ مؤلفات غسان كنفاني ٥ اقتباسات غسان كنفاني الأدب الفلسطيني يُشير مُصطلح الأدب الفلسطيني إلى كلِّ ما كُتب من شعر ورواية وقصص قصيرة على يد الأدباء الفلسطينيين، والأدب الفلسطينيِّ جزءٌ لا يتجزَّأُ من الأدب العربي، تميَّز هذا الأدب بالسخرية وكثرة النتاجات الأدبية التي تدور حول موضوع الهوية والأرض ومقاومة الاستعمار، كما يشتهر في هذا الأدب الشعر الوطني ووصف المنافي التي احتوت أبناء فلسطين التي لم تزل منذ عقود ضحية الاحتلال الصهيوني، ولعلَّ أبرز أدباء الأدب الفلسطيني الشاعر محمود درويش والروائي غسان كنفاني والشاعر سميح القاسم، وفي هذا المقال ستتمُّ الإجابة عن السؤال القائل: من هو غسان كنفاني؟[١] من هو غسان كنفاني في الإجابة عن السؤال القائل: من هو غسان كنفاني، غسان كنفاني هو قاص وروائي فلسطيني وأحد أشهر الأدباء العرب في العصر الحديث، ولد غسان كنفاني في مدينة عكا في فلسطين عام 1936م، وعاش أولى سنوات حياته في مدينة يافا في فلسطين، قبل أن يُضطر إلى اللجوء إلى لبنان ثمَّ الانتقال إلى سوريا بعد النكبة الفلسطينيَّة عام 1948م، ليستقر غسان كنفاني في دمشق مدة من الزمن، درس في أثناء إقامته في دمشق الأدب العربي في جامعة دمشق عام 1952م، ولكنَّه ترك دراسته وهو في السنة الثانية لينضم إلى حركة القوميين العرب عام 1953م، ثمَّ غادر إلى الكويت وعمل مدرسًّا فيها، ثمَّ إلى بيروت ليعمل في مجلة الحرية عام 1961م، ثمَّ أصبح رئيس تحرير جريدة النور اللبنانية، وفي عام 1967م أنشأ مجلة الهدف التي كانت تنطق باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وكان غسان رئيس تحرير هذه المجلة.[٢] وفي استكمال الإجابة عن سؤال: من هو غسان كنفاني، تزوَّج غسان كنفاني من سيدة دنماركية اسمها آن، وأنجب منها ولدين، وهما: فايز وليلى، كان غسان كنفاني مشحونًا بالقضية، ممتلئًا بالعنفوان والكبرياء؛ فكتب بكلِّ ما كان لديه من أسى وجراح، وعلى الرغم من الفترة القصيرة التي قضاها في هذه الحياة، إلَّا أنَّه أصدر ثمانية عشر كتابًا، وكتب عددًا كبيرًا من المقالات والدراسات، أغلب هذه الكتابات تناولت قضيته الأم وقضيَّة العرب الأولى، قضة فلسطين والاحتلال الصهيوني لها، قبل أن توافيه المنية في بيروت حيث اغتيلَ على يد الموساد الإسرائيلي بانفجار سيارة مفخخة في الثامن من يوليو عام 1972م.[٢] قصة غسان كنفاني وغادة السمان بعد الإجابة عن السؤال القائل: من هو غسان كنفاني، لا بدَّ من المرور على قصة الحب الغريبة التي كانت بين غسان كنفاني وغادة السمان، هذه القصة التي تُصنَّف مع أدب الرسائل؛ فقد بقيت حبيسة رسائل غادة وغسان لبعضها ولم تتعدَ هذه الأطر أبدًا، حيث جمعت بين الروائي الفلسطيني غسان كنفاني والروائية السورية غادة السمان قصة حب تقليدية، سببت بحسب ما ورد في رسائل غسان لغادة الكثير من الأسى والعذاب لغسان؛ لأنَّ غادة كانت تظهر كبرياءها وتتمنع أمام عظمة حب غسان، وقد تم تبادل هذا الحبِّ عبر رسائل البريد بين بيروت التي كان يقيم فيها غسان ولندن حيث كانت تعمل غادة السمان، لتتجرأ غادة بعد موت غسان وتنشر رسائل غسان كنفاني كاملة ضمن كتاب تتناقله أيادي الناس اليوم.[٣] كانت رسائل غسان كنفاني لغادة السمان مجموعة من الخطابات الإنسانية التي جمعت بين الحبّ العميق الصادق وبين أوجاع أديب عربي هدَّه الزمن وأثقلته نوائب الدهر، كما أوضحت هذه الرسائل مشاعر مناضل فلسطيني عربي عظيم، عاش بهيئة أديب ومات بطلًا فدائيًا، ومن الجدير بالذكر إنّه بعد موت غسان كنفاني ضاعت رسائل غادة السمان لغسان، وبقت رسائل غسان لغادة شاهدة على قصة غسان كنفاني وغادة السَّمان التي ظهر نصفها وضاع نصفها الآخر عن أعين الناس إلى الأبد.[٣] مؤلفات غسان كنفاني استكمالًا للإجابة عن سؤال: من هو غسان كنفاني، يمكن القول إنَّ مؤلفات الأديب الفلسطيني غسان كنفاني كانت تدور حول القضية الفلسطينية، أخذ غسان قصصه من الواقع الفلسطيني واستَمَدَّ أحداث حكاياته من واقع الشعب الفلسطيني بعد النكبة الفلسطينية، ولم تكن مؤلفات غسان كنفاني كثيرة بسبب وفاته في سن صغيرة، حيث توفي وهو في السادسة والثلاثين من عمره، وفيما يأتي أشهر مؤلفات غسان كنفاني الأدبية: مجموعة قصصية بعنوان "موت سرير رقم 12": هي المجوعة القصصية الأولى للأديب غسان كنفاني، صدرت في بيروت عام 1961م، ويقول فيها: "أنا أؤمن أن الكتاب يجب أن يقدم نفسه، وإذا عجز عن إحراز جزء من طموح كاتبه، فعلى الكاتب أن يقبل ذلك ببساطة، كما قبل -مرات ومرات- أن يمزِّق قصصًا ليعيْدَ كتابتها، وهكذا "فموت سرير رقم 12"، أدفعها لتشقَّ طريقها، إن استطاعت أن تهتدي إلى أول الطريق".[٤] رواية عائد إلى حيفا: وهي رواية عربية من أبرز الأعمال الروائية في الأدب المعاصر، صدرت عام 1969م، وتُرجمت إلى العديد من اللغات العالمية، رسم غسان كنفاني في هذه الرواية وعي الشعب الفلسطيني الذي بدأ بالتجلي بعد النكبة الفلسطينية عام 1948م.[٥] رواية رجال في الشمس: وهي الرواية الأولى لغسان كنفاني، صدرت في بيروت عام 1963م، وقد وصفت هذه الرواية أحوال الشعب الفلسطيني بعد النكبة الفلسطينية، وهي تسرد أحوال الشعب الفلسطيني اللاجئ وتشرح معاناته.[٦] مجموعة قصصية بعنوان" أرض البرتقال الحزين": وهي مجموعة قصصية تتضمن عدة قصص مستوحاة من واقع الشعب الفلسطيني أيضًا، صدرت هذه المجموعة عام 1962م.[٧] اقتباسات غسان كنفاني عند الإجابة عن سؤال: من هو غسان كنفاني، لا بدَّ من المرور على أشهر أقوال هذا الأديب الفلسطيني العظيم، فالإجابة عن سؤال: من هو غسان كنفاني، تتجلَّى من خلال تسليط الضوء على أبرز أقوال هذا الروائي الكبير، فأقواله مرآة تعكس ملامح شخصيته وأفكاره وانتماءاته، ومن أبرز ما قال غسان كنفاني:[٨] "إذا كنَّا مدافعين فاشلين عن القضية، فالأجدر بنا أن نغيِّر المدافعين لا أنَّ نغيِّرَ القضية". "المرأةُ توجد مرَّة واحدة في عمر الرَّجل، وكذلك الرجل في عمر المرأة، وعدا ذلك ليس إلا محاولات للتَّعويض". "إنَّ الصَّمت هو صراخٌ من النَّوع نفسهِ، أكثر عمقًا، وأكثر لياقةً بكرامةِ الإنسان". "كلُّ دموعِ الأرضِ لا تستطيعُ أن تحمل زورقًا صغيرًا يتَّسعُ لأبوينِ يبحثانِ عن طفلهما المفقود". "يسرقونُ رغيفكَ، ثُمَّ يعطونَكَ منهُ كِسرة، ثُمَّ يأمرونكَ أن تشكرَهم على كرمِهم، يا لوقاحتِهم".

إقرأ المزيد على سطور.كوم: https://sotor.com/%D9%85%D9%86-%D9%87%D9%88-%D8%BA%D8%B3%D8%A7%D9%86-%D9%83%D9%86%D9%81%D8%A7%D9%86%D9%8A/