الأربعاء، 19 مايو 2021

ثقافة لا نقاش

الكثير يشتكي هذه الأيام عن حالة العجز التي يعاني منها المواطن العربي وهو يشاهد طغيان الفجور يتهدد الكل ليس فقط في فلسطين بل في كل ربوع الوطن الكبير، يفترض أن يكون السؤال لماذا وصلنا إلى هذا المستوى؟

لا شيء يأتي صدفة.

إن ما تعرض له العقل العربي من هدم وتعطيل خلال مئات السنين ليس بالأمر الهين، في الوقت الذي نرى الأمم تستثمر عقول أبنائها أيما إستثمار نرى في بلادنا العربية أما يتم تكفير العالم كما كان يحدث في الماضي ويتم إعدامه، أو يهاجر إلى البعيد كما رأينا في القرنين الماضيين وإلى الآن.

وتمدد مشروع تجميد العقول حتى أصبح ثقافة تمارس في كل مناحي الحياة تبدأ من الأسرة مروراً بالمدرسة والمسجد والإدارة والوزارة وحتى أكبر صنم في السلطة، الحاكم ظل الله في الأرض ولا يجوز الخروج عليه.

(( ولا نقاش ))

💥 نموذج الأسرة

الأب: سوف نبني بيتا.

الأم والأولاد : كيف سيكون شكل هذا البيت؟

الأب: أنا قد شفت بيت فلان وفلان وسوف نعمل مثله ومعلم البناء قده هو فاهم.

الأم والأولاد: طيب ممكن نفكر معا بشكل خاص في بيت يناسب حاجاتنا.

الأب: لا قده كذا مثل الناس ، أنا رب الأسرة وأنا صاحب القرار 😡

           (( لا نقاش ))

💥 نموذج في المدرسة 

الطالب: يا أستاذ هذه الإجابة حقي صحيحة. 

المعلم: لا أنا بلغتكم تكتبوا الإجابة نفس الذي كتبتها لكم أنا على السبورة 😡

            ((  لا نقاش ))

💥 نموذج في المسجد 
شاب : يا شيخنا هذه الخطبة قد حفظناها ومن قبلنا حفظها الآباء والأجداد، ولا تلامس مشكلاتنا التي نعاني منها اليوم، الحياة كل يوم في تطور .

خطيب المسجد: يا إبني هذا كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ماذا تريدوا منا نألف من رؤوسنا، ومن الأدب والأخلاق لا تناقش واحد أكبر منك أو كيف قالوا لكم في المدرسة 😡

       (( لا نقاش ))

💥 نموذج في المجتمع:

الأطفال: نريد  ملعب نلعب فيه ونمارس الرياضة. 

المجتمع: الأرض للزراعة والبناء وليس للعب، ماذا تريدون، نعطيكم مساحة تضيعوا فيها أوقاتكم من سوف يسمح بأرضه!!!! 😡

    (( لا نقاش ))

💥 نموذج مع المسؤول:
 
أعضاء إدارة المؤسسة : يا مدير  نريد تدوير وظيفي فقدت الإدارات حيويتها  من طول الخدمة والبعض عدم القدرة والكفاءة. 

المدير : مش وقت الدنيا مشاكل و أنا سوف أشوف الوقت المناسب والشخص المناسب 😡
        
       (( لا نقاش ))

هذه مجرد نماذج للأساليب التي يدار بها هذا الإنسان على هذه الأرض و يستمر الأمر  لا نقاش مرافق للإنسان في أوطاننا طول حياته وفي كل جوانب حياته. 

مصطلح لا نقاش كان سبب وصول هذه الأمة إلى هذا المستوى من الذل والهوان،، حتى إذا انتفضت هذه الأمة ضد الباطل والقهر نجدهم يفشلون لأنهم لا يمتلكوا الخبرة في إدارة أمور الحياة ولا حتى أساليب التفاهم فيما  بينهم ويأتي أعداء الإنسانية والحياة بخبراتهم الطويلة في تدجين الأمم والثروات الهائلة التي سرقوها من ثروات الشعوب المقهورة وتعاون الأذناب التي هم أساسا من زرعها في الأوطان وذلك  لإجهاض أي تطلع لهذه الشعوب في النهوض وما حصل لنا في هذه العشر السنوات الأخيرة ليس ببعيد. 

بناء الوعي أولاّ إذا أردنا أن نعيش أحرارا،، بناء هذا الوعي يبدأ من الأسرة والمدرسة ومنذ طفولة الإنسان.

اليوم البروفسور في مجتمعنا لا أحد يلتفت إليه مثلما يتم الإهتمام والحفاوة بشيخ صنعته الأجهزة الأمنية ليكون يدها في تجهيل هذا الشعب ليسهل لهم قياده فعن أي أمة تتحدثون لا تمتلك الوعي ولا العلوم والمعرفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق