رحمة الله عليك أيها البصير عبدالله البردوني، لقد أوجزت ما نحن فيه قبل خمسين سنة وكنت ترى ما لا يراه المبصرون، من قصيدته أبا تمام وعروبة اليوم
ماذا جرى؟ يا أبا تمامَ تسألني ؟!
عفواً سأروي ولا تسأل وما السببُ
يدمى السؤالُ حياءً حين نسأله
كيفَ احتفت بالعدا حيفا أو النقبُ
من ذا يلبي؟ أما إصرارُ معتصمٍ؟
كلا وأخزى من " الإفشينِ " ما صلبوا
اليومَ عادت علوج الرومِ فاتحةٌ
وموطنُ العربِ المسلوبِ والسلبُ
ماذا فعلنا؟ غضبنا كالرجال ولم
نصدق، وقد صدق التنجيم والكتبُ
فأطفئت شهبُ " الميراجِ " أنجمنا
وشمسَنا، وتحدت نارها الخطبُ
وقاتلت دوننا الأبواقُ صامدةً
أما الرجال فماتوا ثَم أو هربوا
حكامنا إن تصدوا للحمى اقتحموا
وإن تصدى لهم مستعمرُ انسحبوا
هم يفرشون لجيش الغزو أعينهم
ويدعون وُثوباً قبل أن يثبوا
الحاكمون و" واشنطن" حكومتهم
واللامعون وما شعوا ولا غربوا
القاتلون نبوغ الشعبِ ترضيةً
للمعتدينَ، وما أجدتهم القربُ
لهم شموخ "المثنى" ظاهراً ولهم
هوىً إلى " بابك الخرمي " ينتسبُ
ماذا ترى يا أبا تمامَ، هل كذبت
أحسابنا ؟! أم تناسى عرقه الذهبُ؟!
عروبة اليوم أخرى لا ينم على
وجودها اسمٌ ولا لونٌ ولا لقبُ
تسعون ألفاً لعمورية اتقدوا
وللمنجمِ قالوا: إننا الشهبُ
قيلَ انتظارا قطافَ الكرمِ ما انتظروا
نضجَ العناقيدِ، لكن قبلها التهبوا
واليومَ تسعون مليوناً وما بلغوا
نضجاً، وقد عصرَ الزيتونُ والعنبُ
تنسى الرؤوسُ العوالي نارَ نخوتها
إذا امتطاها إلى أسياده الذنبُ !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق