الاثنين، 30 مارس 2020

الحمادي يحيى والخيول

الخَيلُ تُبصِرُ مُهرَها، وتَقُولُ:
ما لِلحَمِيرِ ضَمائِرٌ وعُقُولُ

هذا زَمَانُ الوَهمِ، يا ابنَ أَصِيلَةٍ
لا عَيشَ فيه لِمَن لَدَيهِ أُصُولُ

وإِذا الحَمِيرُ على الخُيُولِ تَطَاوَلَت
ماذا تُريدُ مِن البَقَاءِ خُيُولُ!

يحيى الحمادي 

كتب الصحفي منصور هائل

في إستحالة الحل المستعجل 
منصور هايل 

اليمن التي كانت إلى ٢١ سبتمبر ٢٠١٤ لم تعد قائمة ولن تعود ، والنظام السابق انتهى غير مأسوف عليه بعد أن عاث فساداً واستشرى الفساد في كامل اوصاله ومفاصله جتى تعفن وتآكل وتحلل وتناثر إلى ميليشيات وأمراء حرب وجنرالات للإيجار وأيتام "ثلاجة" وتجار سلاح ومخدرات وعقارات وبورصة عابرة للقارات .

ليس بالإمكان إستعادة النظام السابق في صنعاء ولا ذلك الذي كان في عدن ولا ما كان قبلهما ، ومن المستبعد أن تستعاد اليمن في الأفق المنظور فهي لم تعد موجودة واقعياً وعيانياً ، أو على نحو ما رسمته كتب التاريخ والجغرافيا أو كما ارتسمت في المخيال الجمعي ، فقد تشظت وتمزقت وتبعثرت إلى إمارات ومقاطعات يتناهشها القتلة واللصوص وقطاع الطرق والأصوليون والوصوليون وقراصنة الداخل والخارج . 

لا افق في الأفق وما احوجنا إلى التعلق بحلم التحلل الرحيم على الطريقة الصومالية حيث تفدرلت البلاد وبالأحرى تقسمت وأرتسمت الحدود بين اقاليمها بالكثير من الحرب والأدخنه والدماء . 

لا بد من الإنتظار سنوات طويلة قبل أن يعود بعض الإستقرار وتتهيأ الفرصة للتحكم في مسارات الأمور . 

ينبغي أن يكون واضحاً أن المعركة ستكون طويلة ومكلفة ولا شيء يؤشر أو يبشر بحل على المدى القصير ، ويمكن التخفيف من الضغط النفسي الذي تحدثه الوضعية الجديدة ، وضعية الجهل بما سيحدث غداً ، بعد أن كانت الأيام كلها نمطاً واحداً رتيباً ، بالإستعادة للسيناريوهات التي كانت مرسومة أمام الشعوب العربية كما يقترح التونسي محمد الحداد . 

يقول الحداد : لنتصور تونس في حكم زوجة الرئيس المخلوع وحكم صهره الشاب المتهور ، ولنتصور مصر يحكمها جمال مبارك ، وليبيا يحكمها سيف الإسلام القذافي ، ونضيف إليه واليمن المنسيه يحكمها احمد علي .. " سيكون الوضع ادهى من كل العصور التي عرفتها هذه المجتمعات لأن الحكام المخلوعين تربوا إلى حد ما في مؤسسات الدولة اما ابناؤهم الذين كانوا يعدونهم لخلافتهم فقد تربوا في المناخ المخملي الحريمي الذي لا يعرف من الدولة الا انها وسيلة تحقق نزواتهم " . 

.. لقد دخلنا في سيرورة " الفوضى الخلاقة " والواضح أن الفوضى هي الغالبة إلى اجل غير معلوم ومعها يبدو أننا سنخسر كل شيء إلى أن تحل مرحلة الخلق وتتشكل مجتمعاتنا مجدداً على أسس صالحة بعد معاناة أليمة لن تكون بطول قرون الإستبداد التي خربت هذه المجتمعات وفخخت اعماقها التي تتفجر اليوم في وجوهنا وتنسف رؤوسنا . 

فالثورة سيرورة طويلة ايضاً ، ولم تعد مجرد البيان رقم "١" للسيد الإنقلاب والجنرال المختطف للسلطة والعرش المؤثث بالجماجم . 
 
ما احوجنا إلى التبصر في الإرتجاجات التي تطوح بنا من كافة الجهات بعقلانية متحرره تقرأ هذا الذي يحدث بعين غير ملتاثة بغبش الخلط بين المستقبل والأخرة . 

ليس ثمة حل مستعجل حتى ولو كان السيد مارتن غريفت ساحراً .

الأحد، 29 مارس 2020

يحيى الحمادي قصيدة

مَرَّتْ على البَالِ أُنثَى كانَتِ البَلَدَا
وكانَتِ الرُّوحَ مِنِّي, كانَتِ الجَسَدَا

أُنثَى على القَلبِ ما زالَت أَصابِعُها
مَرسُومةً, لَم يُصَافِح بَعدَها أَحَدَا

لَمَّا تَنَاءَتْ.. تَنَاءَى عَن يَدِي وفَمِي
طَعمُ الحَيَاةِ, ولَيلِي عَن غَدِي ابتَعَدَا

… ..

مَرَّت على البَالِ.. لكنْ غيرَ آسفةٍ
على تَناهِيدِ قَلبٍ بَعدَها اتَّقَدا

كانَت إِذا الشَّوقُ أَلْقَى جَمرَهُ بدَمِي
أَلقَت على الشَّوقِ خَدًّا بارِدًا ويَدَا

أَو قُلتُ: جُودِي بِوَصلٍ في صَباحِ غَدٍ
مِن كُلِّ دانٍ ونَاءٍ عِطرُها احتَشَدَا

… ..

كَم كُنتُ أَحسُدُ نَفسِي إِن ظَفِرتُ بها
وبَينَ جَنبَيَّ نَفسٌ تَحسُدُ الحَسَدَا

واليَومَ أَهفُو إِلَيها, وهي لاهِيَةٌ
عنّي, وأَشكُو كَأُمٍّ ضَيَّعَت وَلَدَا

أَشكُو ضَيَاعِي، وقَلبي مُمسِكٌ بِيَدِي
شَوقًا إِلَيَّ, وشَوقًا لِلذي فَقَدَا

يحيى الحمادي

الثلاثاء، 24 مارس 2020

هاريس رودن يغير وجه الحي الذي يعيش فيه بالعلم من صفحة هاني الزبيدي

هاريس رودن، مليونير أمريكي في ولاية فلوريدا الأمريكية جمع ثروته من الفنادق، قرر التبرع بـ 11مليون دولار من أجل توفير الحضانات ورياض الأطفال المجانية والمدراس لـ 3000 من سكان للحي القديم الذي كان يعيش فيه، إضافة إلى المنح الدراسية، وكانت النتيجة أن انخفضت الجريمة في الحي بنسبة 50%، وزادت نسبة خرجي الثانوية من 25% الى 100% وارتفع المستوى المعيشي لسكان الحي بسبب شهاداتهم. فأصبح منهم المهندس والطبيب والمحامي والمعلم.
ما الذي غير المجتمع هل هو المال؟ لا أنه العلم الذي أنار طريقهم . 
العلم يبني بيوت لا عماد لها والجهل يهدم بيوت العز والكرم،، 
لا تنهض الأمم إلا بالعلم والاخلاق

ويومكم سعيد 
 #قصاصات #هاني_الزبيدي 
 

#ابوظبي #دبي #الامارات #السعودية #البحرين #الكويت #عمان #اليمن #الاردن #العراق #سورية #فلسطين #لبنان #مصر #السودان #الصومال #جيبوتي #ليبيا #موريتانيا #تونس #المغرب #الجزائر 
#افكار #صور #صورة

الأربعاء، 18 مارس 2020

أهمية العلم محمود سامي البارودي

بِقُوَّةِ الْعِلْمِ تَقْوَى شَوْكَةُ الأُمَمِ
        فَالْحُكْمُ فِي الدَّهْرِ مَنْسُوبٌ إِلَى الْقَلَمِ

كَمْ بَيْنَ مَا تَلْفِظُ الأَسْيَافُ مِنْ عَلَقٍ
       وَبَيْنَ مَا تَنْفُثُ الأَقْلامُ مِنْ حِكَمِ

لَوْ أَنْصَفَ النَّاسُ كَانَ الْفَضْلُ بَيْنَهُمُ
        بِقَطْرَةٍ مِنْ مِدَادٍ لا بِسَفْكِ دَمِ

فَاعْكِفْ عَلَى الْعِلْمِ تَبْلُغْ شَأْوَ مَنْزِلَةٍ
        فِي الْفَضْلِ مَحْفُوفَةٍ بِالْعِزِّ وَالْكَرَمِ

فَلَيْسَ يَجْنِي ثِمَارَ الْفَوْزِ يَانِعَةً
        مِنْ جَنَّةِ الْعِلْمِ إِلَّا صَادِقُ الْهِمَمِ

فَانْظُرْ إِلَى الْهَرَمَيْنِ الْمَاثِلَيْنِ تَجِدْ
        غَرَائِباً لا تَرَاهَا النَّفْسُ فِي الْحُلُمِ

قَوْمٌ طَوَتْهُمْ يَدُ الأَيَّامِ فَانْقَرَضُوا
        وَذِكْرُهُمْ لَمْ يَزَلْ حَيّاً عَلَى الْقِدَمِ

تَتْلُو لِه ِرْمِسَ آيَاتٍ تَدُلُّ عَلَى
        فَضْلٍ عَمِيمٍ وَمَجْدٍ بَاذِخِ الْقَدَمِ

آيَاتِ فَخْرٍ تَجَلَّى نُورُهَا فَغَدَتْ
        مَذْكُورَةً بِلِسَانِ الْعُرْبِ وَالْعَجَمِ

شِيدُوا الْمَدَارِسَ فَهْيَ الْغَرْسُ إِنْ بَسَقَتْ
        أَفْنَانُهُ أَثْمَرَتْ غَضّاً مِنَ الْنِّعَمِ

مَغْنَى عُلُومٍ تَرَى الأَبْنَاءَ عَاكِفَةً
        عَلَى الدُّرُوسِ بِهِ كَالطَّيْرِ فِي الْحَرَمِ

يَجْنُونَ مِنْ كُلِّ عِلْمٍ زَهْرَةً عَبِقَتْ
        بِنَفْحَةٍ تَبْعَثُ الأَرْوَاحَ فِي الرِّمَمِ

فَكَمْ تَرَى بَيْنَهُمْ مِنْ شَاعِرٍ لَسِنٍ
        أَوْ كَاتِبٍ فَطِنٍ أَوْ حَاسِبٍ فَهِمِ

وَلُجِّ هَنْدَسَةٍ تَجْرِي بِحِكْمَتِهِ
        جَدَاوِلُ الْمَاءِ فِي هَالٍ مِنَ الأَكَمِ

بَلْ كَمْ خَطِيبٍ شَفَى نَفْسَاً بِمَوْعِظَةٍ
        وَكَمْ طَبِيبٍ شَفَى جِسْمَاً مِنَ السَّقَمِ

مُؤَدَّبُونَ بِآدَابِ الْمُلُوكِ فَلا
        تَلْقَى بِهِمْ غَيْرَ عَالِي الْقَدْرِ مُحْتَشِمِ

قَوْمٌ بِهِمْ تَصْلُحُ الدُّنْيَا إِذَا فَسَدَتْ
        وَيَفْرُقُ الْعَدْلُ بَيْنَ الذِّئْبِ وَالْغَنَمِ

وَكَيْفَ يَثْبُتُ رُكْنُ الْعَدْلِ فِي بَلَدٍ
        لَمْ يَنْتَصِبْ بَيْنَهَا لِلْعِلْمِ مِنْ عَلَمِ

مَا صَوَّرَ اللَّهُ لِلأَبْدَانِ أَفْئِدَةً
        إِلَّا لِيَرْفَعَ أَهْلَ الْجِدِّ وَالْفَهَمِ

وَأَسْعَدُ النَّاسِ مَنْ أَفْضَى إِلَى أَمَدٍ
        فِي الْفَضْلِ وَامْتَاز

محمود سامي البارودي

الاثنين، 16 مارس 2020

الفارق بين جيل زمان وجيل اليوم

رحم الله الآباء والأجداد قدموا أغلى التضحيات من أجل رقي المجتمع ثقافة وحياة والنتيجة أننا وجدنا ثمارهم من الستينيات إلى السبعينيات رأينا معلمين أكفاء مؤهلاتهم الإعدادية وربما اقل ورأينا أطباء على مستويات عالمية ومهندسين وساسة في أعلى مستويات المسؤلية ويوم ثورة ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢م توجه الكثير من أبناء المديرية إلى صنعاء للدفاع عن الثورة الوليدة سيرا على الأقدام من طور الباحة إلى الراهدة. 

 الكثير منهم كانت بداية تعلمهم في المعلامات تحت الشجر والمساجد والمعلم( الفقيه)كان يعرف القراءة والكتابة وأجره كان ما يتقاضيه من أولياء أمور الطلبة وخرج بعد ذلك هولاء التلاميذ من المديرية ليستقبلهم في عدن صاحب المطعم وصاحب المغسلة وصاحب الفرم وهولاء لم يتخرجوا من الجامعات ولكن تعلموا في مدرسة الحياة ومع ذلك كانوا أصحاب ثقافة عرفوا أن طريق رقي المجتمع هو التعليم فجتهدوا بتوفير المأوى والعمل والدراسة والحماية من الطرق وأشرارها لؤلئك الأطفال القادمين من القرية. 

لم تخيب رؤية أولئك الرجال فإن التعليم الطريق الصحيح للمستقبل والحياة الكريمة والنتيجة رأينا 
أولئك الأطفال كبروا وصاروا رجالاً أماجد حلقوا بإسم مديريتهم ومجتمعهم عاليا في داخل الوطن وخارجه ووضعوا بصماتهم في سجلات الخالدين والدليل على ذلك قائمة أول وزارة للجمهورية العربية اليمنية كم كان فيها من أبناء مديرية القبيطة ، وكان بالمثل أيضا في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

مقدمة طويلة وسوف يقول الكثير سئمنا من هذا الشريط المتكرر إنما فُرض عليا ذلك لأقدم مقارنة بين ماضي مشرق وحاضر مظلم نسمع ونرى فيه من يريد منا أن نترك ما أسسه الأجداد لنسقط إلى مستنقعات التخلف والجهل،، مجتمعنا قد تجاوز هذا المستوى بعقود من الزمن عشنا فيها بأمن وأمان ورحمة وتكاتف وحسن جوار. كانت تمر علينا السنين لا نسمع عن جريمة قتل في طول المديرية وعرضها وغيرها من كبائر الذنوب إلا في النادر والنادر لا حكم له.

عندما توفرت المدارس في كل قرية وتوفر المعلم والكتاب وتخرج الكثير من الأجيال التي يفترض أن تكون مستنيرة بفعل توفر فرص المعرفة جامعات وأنترنت ووسائل تواصل النتيجة وجدنا مدارس تحولت إلى صحاري جرداء لم تقدم أي أثر إيجابي في تطور المجتمع أو الحفاظ على ما وصل إليه من رقي بل وجدنا الأب والأم فقدوا الثقة حتى بأبنائهم ووصل الحال بهم إلى شراء النجاح لأولادهم بأموالهم الشحيحة أصلا.

رأينا جيلا يفتقر للرؤية لا يهمه حتى فهم معاني الإرتباط بمجتمعه وكيف يؤدي دوره في تنمية مجتمعه وبيئته ويستخدم ما توفر له من مفردات فقط بالنقد السلبي والتدخل فيما يعرف وما لا يعرف،، يتسابقوا فيما بينهم في الاستعراض والتباهي بأشياء لا تمت للقيم والمعاني السامية لوجود الإنسان، يتكلموا عن الدين بما يوافق هواهم فقط وما يريدوا ويتركوا ما لا يناسب رغباتهم ،، مع تقديري لمن يؤدي واجبه ويحترم نواميس مجتمعه ويعرف ما له وما عليه .

المستقبل مظلم في ظل هذه المعطيات وقد بدأنا نلمس بوادره هناك من خلال سلوك ممارس لم يكن موجوداً في السابق وعلى سبيل المثال إعاقة المشاريع الخدمية في المنطقة،، إعتراض عابر السبيل بسيارته لأخذ جباية منه،، ذهاب ولي الأمر إلى المدرسة ليس لمعالجة مشكلة إبنه بل ليصايح المعلم وربما للتهجم عليه بما لا يليق بمكان علم وتربية وسمعنا اليوم من يعلن بقطع الطريق واختطاف عابر السبيل والله يقول في سورة فاطر الآية ١٨ ( ولا تزروا وازرةٌ وزر أخرى ) وأشياء كثيرة كنا نراها عيباً في العقود المشرقة في مجتمعنا عقود الفقهاء والمعلامات.

إبني العزيز كلامي موجع، لكن لا تنسى أنك محاسب أمام الله قبل الخلق عن كل سلوك تسلكه ودورك الذي كلفت به هو التنوير وليس الهرولة في مجاراة البلاطجة وقطاع الطرق في غيهم. 

الحياة ليست نزهة ولكنها شاقة والقابض فيها على الحق كل القابض على الجمر. 


حسين البار شعرا والمحضار لحنا رد قلبي في مكانه من صفحة محمد ناشر

الكلمات  : حسين البار
الألحان   :حسين أبوبكر المحضار
الغناء     : محمد جمعة خان 
و غناها آخرون

رد قلبي في مكانه
        كان عينك بالخيانة
طارحه عندك أمانه
        ما بغيته يضيع
    يا زهرة .. في الربيع

رد قلبي رد قلبي
        خلنا نشقى بحبي
ما بغيتك قط جنبي
        وانت كل الجميع
    يا زهرة في الربيع

رد قلبي يا حبيبي
        والذي شفته نصيبي
ما صبر عالجرح دي بي
        ما معي لك شفيع
    يا زهرة في الربيع

بانسى ذيك الليالي
        بامسحها من خيالي
بارخصه لي كان غالي
        يوم شفتك تبيع
    يا زهرة في الربيع

بعتنا أو بعت عمرك
        هنتنا أو هنت قدرك
يوم نالوا الناس ثغرك
        لأجل ذكرك يشيع
    يا زهرة في الربيع

آه يا قهري وغبني
        خاب فيك اليوم ظني
وانت لي قد كنت فني
        كنت فني البديع
    يا زهرة في الربيع

الجمعة، 13 مارس 2020

دلالات أسماء الأماكن في اليمن، بقلم فوزي العريقي

فوزي العريقي
2020/3/13و

دلالة اسماء المواضع في اليمن ٠

كنت قد نشرت عدة منشورات حول دلالة تسمية المواضع في اليمن، وأن الموقع الطبوغرافي هو السائد في تلك التسميات، وهي فرضية تنشد إثارة النقاش للوصول الى نتيجة قد تكون مغايرة لتلك الفرضية..
الشَّرَف :
وقد وجدت في مادة : شَّرف ص482 _ 484
المعجم الیمني في اللغة والتراث ، للاستاذ مطهر علي الإریاني، ما یلي :
الشَّرَف : ما ارتفع وأطل من الأرض، وهو ما أشرفت منه، أو أشرف علیك منها٠ هذه کلمة قاموسیة معروفة، وهي  علی السنتنا دائرة حیة; ولیس فیها خصوصیة، ولکن الیمن بلاد الجبال الشواهق، والحیود*، البواسق، و(الضِّیاح*) السوامق، والأشراف الحوالق، و(الزِّحاب*) العوالق، و (المَحایِب*) الدواهق، جدیرة بأن ینوَه إلی مافیها من الشُّرُفات والأشراف والمشارف الخوارق٠
وإلی جانب کون کلمة الشَرف من الأرض، تدلّ علی ما أشرف وارتفع وأطل، إلا أن لها شيئآ من خصوصیة الدلالة عندنا، إذ أنها أیضآ تدلّ علی الحافة النهائیة التي تکلل الشاهق الجبلي، وتکون کالخط الفاصل بین الأرض المنبسطة فوق، وبین ما یلیها من شاهق جبلي تحت، إلیه یفضي سیر من یسیرون للإطلال منه، و یقول القائل منهم : وصلت إلی الشرف، أي إلی تلك الحافة، والیمنیون یقفون علی أطرافها أو یجلسون علی حافتها مدلين إرجلهم في بدایة الشاهق، کل ذلك بتوازن عجیب یدل علی التآلف التام مع البیئة، فلا یغشاهم دوار، ولایغیم لهم نظر، ولایختل لهم توازن، وأن منهم لَمَن یتسلقها، صاعدآ و هابطآ لاترتعد له فریصة٠
وکم في الیمن من أشراف بواذخ یطل منها الناس، علی الودیان والسهول، ویکفي للتدلیل علی ذلك أننا کنا نسیر من شرف ریمان، إلی شرف إریان، أو شرف حضار، أو شرف الرقَّة، أو شرف صُفا، أو شرف عُنُق، أو شرف الريد أيَّ رید ٠٠
کل هذه دائرة ضیقة یذهب الذاهب إلیها مشیآ علی الأقدام، بلا مشقة، وذلك لکي نجلس علی هذه الأشراف مطلین علیها دونها من المناظر٠
وکم في الیمن من قرية إسمها الشَّرَف، و کم من دار اسمه : دار  الشرف، و انك لتری هذه القری وهذه الدور (الصالیة*) للشاهق الجبلي، من اقصی طرف الحافة المشرفة علی ماتحتها من الحید، فتصعد الجدران المبنیة متاسقة مع ارتفاع الشاهق في تآلف عجیب، وإنسیاب مدهش، یدلان علی التناسب الجمیل بین ماهو إبداع العمل الیدوي للإنسان وبین ماهو موجود في الطبیعة من إبداع خالقها العظیم، وإن من القری مایکون محاطآ بسور مبني من جهاتها الثلاث، أما الجهة الرابعة المصالي للحید، فإنك لتشاهد سورآ هائلآ تنزلق فیه العیون علی جدران البیوت مع مایلیها من الجدار الضخري الأزل فلا یکاد یطمح إلیه النظر٠
و کم من الأشعار الفصیحة والعامیة المنسوبة والعفویة المنبثقة من صفوف الناس تذکر هذه الشواهق والشواهق ما الشوامخ والأشراف السامیة المنیفة، فهذا شاعر فصیح هو إبن إسحاق في الإمام محمد بن يحي بعد محاصرة هذا الإمام لحصن (إریان) ومحاولة تهدیمه، ثم اعتزامه لاقتحام بلاد (وُصاب) و حصنها ( العُقاب) فیقول شاعره :
أمن بعد (إِریان) یعزُّ (وُصابُ)؟
 ویحمیه من دون العِقاب (عُقاب)
لقد کان في (إِریان) للاس عِبرة
               تخاف دواهي شرها وتهاب
محلُُ بأکناف السحاب معلَّق
              من الشمِّ لا یرقی إلیه غُراب
و مما یغني فی العفوي ویذکر ما علی هذه الأشراف من دور قولهم :
(دار الشَّرَف) عالي عَلی العَلالِي
  وانا المولع کَیف یُقَع بِحالِي
(دارالشَّرَف)و (المَورَدَه) سقاها
ما احلَی البنات البیض فوق ماها
ومن المغنیات العفویة أیضآ :
یا اهل (دار الشَّرفَ) قَلبِي عَلَیکُم تِلَفلَف
لا لِقِیت النَّصَف و لا حَمُولَ الهَوَی خف
و منها:
حَنّ قَلبي ثلاث حَنَّات کلَّف حِجَامَه
و زاد حَنَّ الجَمَل لاَ مَا افتَطَر مِن سِنَمَه
یا اهل (دار لشَّرَف) مابِش عَلیکُم مَلاَمَه
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ الخ
انظر : (ذ ح ل)

و مما یغنی:
قَد صَیَّحُوا مِن حَید لا شَرَف حَید
مَحِبَّة المِبعِد مِلاحَقة صَید
هذا غیض من فیض، وهو کثیر لمن تتبعه٠ ویقال : الشََرَف لِحَافة سطح البیت ولکل حافة عالیة ویقال ایضآ للحافات غیر العالیة مثل حافة الطاولة أو حافة المصطبة و نحو ذلك٠

#كتابات_جديدة_

الأربعاء، 11 مارس 2020

رثاء عبدالفتاح إسماعيل للفقيد عبدالقادر سعيد

رثاه الشهيد المناضل عبدالفتاح اسماعيل


مَرْثِيَّة لَفَقِيْد الْحَرَكَة الْوَطَنِيَّة

الشهيد /عَبْدُالْقَادِر سَعِيْد أَحْمَد طَاهِر

من ديوان نجمة تقود البحر للشهيد المناضل عبد الفتاح اسماعيل

الافْتِتَاحِيَّة :

" لَيْس كُل مَن مَات مَات

فَهُنَاك مَن يَعِيْش مَيْتَا

وَمَيْت يَنْبُض حَيّا

رَغْم الْمَمَات "

(1)

الْمَوْت

هَذَا الطُّغْيَان

قُرْصَان لا يَخْجَل

فَض عُرْيَان

فِي وَضَح الْنَّهَار

يَغْدُو أَعْمَى

يُدَمِّر .. يُفْنِي

يَمِيْنَا ... يَسْارا

لَكّنَه لَو يَدْرِي ؟

بِكَوْنِه مَأْسَاة

أَنَّه يَصْنَع

لِسِر الْحَيَاة مَسَارَا

(2)

فِي غِيَابِ الرَّبِيْع

كُنْت الرَّبِيْع

تَشْدُو بِحُبِّ كَبِيْر

يَفِيْضُ عَلَى ضِفَّتَيْهِ الْشَّجَن

تُخَفِّفُ عَن الْنَّاسِ آَلامُهُم

فِي خِضْم مَآَسِي الْمِحَن

تَزْرَع فِي الْيَأَس

نَبْض الأمَل

بِأَرْض الْرَّجَاء

فَي رِبُوعِ الْوَطَن

* * *

وَفَجْأة ذُهِلْنَا

صُعِقْنَا

وَكَيْف نُصَدِّق ؟

بِأَن سَتَّار الرَّبِيْع

سَيُسدِل !

فِي صَنْعَاء وَعَدَن ؟

وَبِمَوْتِك

تُدْمَى الْقُلُوْب

وَتَنْتَحِب الْذِّكْرَيَات

وَكُل بِلادِي تَتَدَّثّر

بِحُلَّة حُزْن

تَنْعِي ضِيَاهَا

تَنْعِي فَتَاهِا

فَقِيْد الْيُمْن

(3)

فَقَدْنَاك

وَكُنْت تَحْمِل عَنَّا هُمُوْمْنا

كَشَمِ الْجِبَال

وَتُصَارِع بِعِلْمٍ .. بِفَنٍ

تُعَانِي

تُعَذِّب

تُرْمَى .. عَلَيْك قُيُودَا ثِقَالا

وَرَغْم الْعَنَاء

عِشْت حَرّاً شَرِيْفَاً

وَكُنْت عُنُوْداً صَبُوْرَاً

تُوَاصِل مَسِيْرَة شَعْبِك

جَنُوْبِا .. شِمَالاً

فَكَلَّت قُوَاك

لِكَثْرَة مَا قَد صَنَعْت

شَهِيْدا سَقَطْت

فَطُوبِي

طُوّبِي لِمَا قَد فَعَلَت

(4)

فَقَدْنَاك ..

وَمِن نُوُر عَيْنَيْك

نَسَجْت خُيُوْط الْضِّيَاء لَنَا

بِأَرْض تَشْكُو ظَلامَ الْضَّيَاع

وَمِن حَنَايَا قَلْبِك

غَزَلْت كَثِيْفَا حُبَّك

لِلْطَّيِّبِين

وَمَن يَسْمُوَا رِعَاعَا

لِتُغَيِّر وَضْعَاً

فِيْه أُنَاس يَمُوْتُوْن شِبّاعاً

وَأُنَاس جِيَاع

وَفِي أَزْمَاتِ المحُك

فِي لُجَّةِ الْبَحْرِ

عِنْد هُبُوْب الْرِّيَاح

كُنْت تَتَحَلَّى بِعَزْمٍ شُجَاع

ولسَّفِينَة شَعْبِك كُنْت شِرَاعاً

وَرَغْم ثُلُوْج الْعَوَاصِف

كُنْت تُشْعَل نَاراً

تَشْتَعِل شَمْعَة

لَتُنَظِّم مَعْنَى الْصِّرَاع

(5)

لا .. آَه نَعَم

فَقَدْنَاك

يَا نَجْم الْضِّيَاء

يُنِيْر الْعَتَمَة

فِي كَبَد الْسَّمَاء

تَأَلَّق دَوْمَا بِصَمْت

ثُم هَوَى

أَحَقّا هَوَيْت ؟

مُحَال فَهَذَا الْسِنّا

يُضِئ الْدَّيَاجِي هُنَا

يَصْنَع جِسْرَا

مِن الْنُّوْر

لِلْقَادِمِيْن

وَكُل الْجُمُوْع

وَلِكُل صَدِيْق

وَشَعْبِك

يَا أَعَز حَبِيْب رَفِيْق

سَيَمْضِي بِعَزْم

إِثْر خُطَاك

لِيُكْمِل مُسَار الْطَّرِيْق

الْخَاتِمَة :

أَنْت مُت

يَقُوْلَهَا الْبَعْض سِرا

بِحِقْد وَفِيْه ارْتِيَاح

وَشَعْبُك يَعْرِف

أَنَّك حَي

فَهَل مَات

نُوُر الْصَّبَاح ؟!!

اليمن الديمقراطية

*عدن* - 30/مايو/1974م

السبت، 7 مارس 2020

الثامن من مارس اليوم العالمي للمرأة نبيلة العبسي

الكاتب: نبيلة العبسي - ارشيف الكاتب

في الثامن من مارس كنا نسن أقلامنا ونشحذ حروفنا أملاً بتحقيق مكاسب لمصلحة المرأة، لكي تمارس ما لها بكل بساطة وأن تنساب حقوقها في تفاصيل يومها بسلاسة كجزءٍ من تكوينها الطبيعي في دروب الحياة..

كان جزءاً من صراعنا توضيح اللبس الموجود في عقول البعض الذي يخلط بين حقوق المرأة التي تنص عليها كل الدساتير وبين محاولته إيهام الآخرين بأن المساواة هي مساواة بين طبيعة الرجل وطبيعة المرأة، أي أنها تريد أن تكون ذكراً وجعل الصراع يدور حول هذا المفهوم الذي لا يوجد إلا في عقول البعض..

أما الآن وبعد خمس سنواتٍ من الحرب، أجد الجدل ترفاً والنقاش محض هراء.. نظراً لأن الجميع فقد كينونتهم بغض النظر أكان ذكراً أم أنثى.. أصبحوا مجرد أرقام.. لضحايا حرب وجوع.. مجرد قوائم في كشوف المنظمات.. مجرد أداة ضغط يستخدمها كل طرف لكسر عظم الآخر..

أكتب وتمر في خاطري امرأة وهي تذهب لتأخذ مكانها في طابورٍ تحت الشمس، حتى توفر الماء أو الغاز لعائلتها.. امرأةٌ أصبحت بلا عائل وأطفالٌ في رقبتها ولا تجد عملاً.. امرأةٌ بين الصواريخ والقذائف تحاول أن تلملم ذاتها وما ضاع من ماهيتها كبشرٍ لتتماسك، ففي هكذا ظروف لا يحق لها أن تستسلم أو تشعر بالضعف..

تلك المرأة في زمن الحرب تعجن الصبر بالحب كل صباح، لتكافح وراء طالبٍ تهمله الدولة وزوجٍ أو أخٍ بلا راتب.. تكافح لكي لا تذرف دموعها قهراً وهي ترى الحياة من حولها تمر وهي الواقفة على عتبة الألم.. تسمع النقاش عن ما يجوز وما لا يجوز فتسخر.. ما يهم إن كانت العباءة بربطة أو من غيرها، وكيف سيساهم ذلك في دفع إيجار بيتها وإطعام تلك الأفواه المسؤولة عنها.. كيف سيساهم سفرها مع محرمٍ أو من غيره في إنارة بيتها.. كيف سيمنع وعظ المشائخ من على منابرهم العاجية في منع الفقر من تزويج ابنتها القاصر.. وكيف سيمنع تشدق المثقف في سرد حقوق سعيها وراء البحث عن الطعام في براميل القمامة.. وبماذا سيفيدها تكريم امرأةٍ في مجال السلام وهي لا تجد لحظة سلام وسط كل هذا الخراب...؟!

في يوم المرأة العالمي اعتذر لكل امرأة لم يستطع المجتمع حمايتها.. لطالبات المدارس المختطفات اللاتي لا يعرف مصيرهن.. لكل من قالت كلمة حق وتم احتجازها أو تهديدها بزوجها أو أولادها.. لمن خرجت تتسول من أجل أطعام عائلتها.. لمن كتمت قهرها وهي أم شهيد، أو زوجته، فلم تجد وطناً يحترم هذه التضحية، ولم يعد لها من يعيلها..

اقرأ المزيد :
http://www.mda-press.net/art/3147#.XmQDHUj2j1Y.whatsapp
صفحتنا بالفيس بوك
https://www.facebook.com/mda.press
مدى برس - لكم الرأي .. ولنا الحدث

الأربعاء، 4 مارس 2020

من دون حرف الهادي القمري

من دون حرف هل نخط كتابا
وبدون صدق هل نقول صوابا 

فلما الحياة تغيرت أطوارها 
تؤذي الصدوق وترفع الكذابا 

كم صادقٍ بالصدقْ عاش معذباً
بين الأنام وقد سقوه شرابا

من حنظل وتراه يمشي هائماً
والناس تغلق دونه الأبوابا 

أما الأنام إذا رأو ذا ثروة
 ومنافقاً ومراوغا نصاباً

هرعوا إليه وقاسموه طعامهم 
وكذا سقوه سلافةً ورضابا

وتهافتوا قدام باب محله 
وتناثروا فوق النقود ذبابا 

فالصدق ياهل الصدق كم هو حائرٌ
كيف السبيل لنعرف الأحبابا 

وحي الذي من كان طبعه صادقاً 
يبني الأمان ليحصد الأتعابا 

ويرى المودة في القلوب تحطمت 
وتحولت صور النعاج ذئابا 

أضحت عقول الناس مثل صحيفةٍ 
الحرف فيها يلعنُ الكتابا 

والحر حرٌ لو يطول عذابه
 طير الجوارح لن يصير غرابا

الشاعر التونسي الهادي القمري