وبدون صدق هل نقول صوابا
فلما الحياة تغيرت أطوارها
تؤذي الصدوق وترفع الكذابا
كم صادقٍ بالصدقْ عاش معذباً
بين الأنام وقد سقوه شرابا
من حنظل وتراه يمشي هائماً
والناس تغلق دونه الأبوابا
أما الأنام إذا رأو ذا ثروة
ومنافقاً ومراوغا نصاباً
هرعوا إليه وقاسموه طعامهم
وكذا سقوه سلافةً ورضابا
وتهافتوا قدام باب محله
وتناثروا فوق النقود ذبابا
فالصدق ياهل الصدق كم هو حائرٌ
كيف السبيل لنعرف الأحبابا
وحي الذي من كان طبعه صادقاً
يبني الأمان ليحصد الأتعابا
ويرى المودة في القلوب تحطمت
وتحولت صور النعاج ذئابا
أضحت عقول الناس مثل صحيفةٍ
الحرف فيها يلعنُ الكتابا
والحر حرٌ لو يطول عذابه
طير الجوارح لن يصير غرابا
الشاعر التونسي الهادي القمري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق