رحم الله الآباء والأجداد قدموا أغلى التضحيات من أجل رقي المجتمع ثقافة وحياة والنتيجة أننا وجدنا ثمارهم من الستينيات إلى السبعينيات رأينا معلمين أكفاء مؤهلاتهم الإعدادية وربما اقل ورأينا أطباء على مستويات عالمية ومهندسين وساسة في أعلى مستويات المسؤلية ويوم ثورة ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢م توجه الكثير من أبناء المديرية إلى صنعاء للدفاع عن الثورة الوليدة سيرا على الأقدام من طور الباحة إلى الراهدة.
الكثير منهم كانت بداية تعلمهم في المعلامات تحت الشجر والمساجد والمعلم( الفقيه)كان يعرف القراءة والكتابة وأجره كان ما يتقاضيه من أولياء أمور الطلبة وخرج بعد ذلك هولاء التلاميذ من المديرية ليستقبلهم في عدن صاحب المطعم وصاحب المغسلة وصاحب الفرم وهولاء لم يتخرجوا من الجامعات ولكن تعلموا في مدرسة الحياة ومع ذلك كانوا أصحاب ثقافة عرفوا أن طريق رقي المجتمع هو التعليم فجتهدوا بتوفير المأوى والعمل والدراسة والحماية من الطرق وأشرارها لؤلئك الأطفال القادمين من القرية.
لم تخيب رؤية أولئك الرجال فإن التعليم الطريق الصحيح للمستقبل والحياة الكريمة والنتيجة رأينا
أولئك الأطفال كبروا وصاروا رجالاً أماجد حلقوا بإسم مديريتهم ومجتمعهم عاليا في داخل الوطن وخارجه ووضعوا بصماتهم في سجلات الخالدين والدليل على ذلك قائمة أول وزارة للجمهورية العربية اليمنية كم كان فيها من أبناء مديرية القبيطة ، وكان بالمثل أيضا في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
مقدمة طويلة وسوف يقول الكثير سئمنا من هذا الشريط المتكرر إنما فُرض عليا ذلك لأقدم مقارنة بين ماضي مشرق وحاضر مظلم نسمع ونرى فيه من يريد منا أن نترك ما أسسه الأجداد لنسقط إلى مستنقعات التخلف والجهل،، مجتمعنا قد تجاوز هذا المستوى بعقود من الزمن عشنا فيها بأمن وأمان ورحمة وتكاتف وحسن جوار. كانت تمر علينا السنين لا نسمع عن جريمة قتل في طول المديرية وعرضها وغيرها من كبائر الذنوب إلا في النادر والنادر لا حكم له.
عندما توفرت المدارس في كل قرية وتوفر المعلم والكتاب وتخرج الكثير من الأجيال التي يفترض أن تكون مستنيرة بفعل توفر فرص المعرفة جامعات وأنترنت ووسائل تواصل النتيجة وجدنا مدارس تحولت إلى صحاري جرداء لم تقدم أي أثر إيجابي في تطور المجتمع أو الحفاظ على ما وصل إليه من رقي بل وجدنا الأب والأم فقدوا الثقة حتى بأبنائهم ووصل الحال بهم إلى شراء النجاح لأولادهم بأموالهم الشحيحة أصلا.
رأينا جيلا يفتقر للرؤية لا يهمه حتى فهم معاني الإرتباط بمجتمعه وكيف يؤدي دوره في تنمية مجتمعه وبيئته ويستخدم ما توفر له من مفردات فقط بالنقد السلبي والتدخل فيما يعرف وما لا يعرف،، يتسابقوا فيما بينهم في الاستعراض والتباهي بأشياء لا تمت للقيم والمعاني السامية لوجود الإنسان، يتكلموا عن الدين بما يوافق هواهم فقط وما يريدوا ويتركوا ما لا يناسب رغباتهم ،، مع تقديري لمن يؤدي واجبه ويحترم نواميس مجتمعه ويعرف ما له وما عليه .
المستقبل مظلم في ظل هذه المعطيات وقد بدأنا نلمس بوادره هناك من خلال سلوك ممارس لم يكن موجوداً في السابق وعلى سبيل المثال إعاقة المشاريع الخدمية في المنطقة،، إعتراض عابر السبيل بسيارته لأخذ جباية منه،، ذهاب ولي الأمر إلى المدرسة ليس لمعالجة مشكلة إبنه بل ليصايح المعلم وربما للتهجم عليه بما لا يليق بمكان علم وتربية وسمعنا اليوم من يعلن بقطع الطريق واختطاف عابر السبيل والله يقول في سورة فاطر الآية ١٨ ( ولا تزروا وازرةٌ وزر أخرى ) وأشياء كثيرة كنا نراها عيباً في العقود المشرقة في مجتمعنا عقود الفقهاء والمعلامات.
إبني العزيز كلامي موجع، لكن لا تنسى أنك محاسب أمام الله قبل الخلق عن كل سلوك تسلكه ودورك الذي كلفت به هو التنوير وليس الهرولة في مجاراة البلاطجة وقطاع الطرق في غيهم.
الحياة ليست نزهة ولكنها شاقة والقابض فيها على الحق كل القابض على الجمر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق